الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في الكتاب الجديد للإعلامي المنصف بن مراد "مادام في الثورة التونسية نساء": لولا النساء لضاعت البوصلة وتاهت السفينة!

نشر في  09 سبتمبر 2015  (14:40)

نشرت الزميلة صحيفة المغرب في عددها الصادر يوم أمس الثلاثاء 08 سبتمبر 2015، مقالا ثقافيا بخصوص إصدار الإعلامي محمد المنصف بن مراد كتابا باللغتين العربية والفرنسية يجسّد ويروي شهادات حية لمسيرة نضال وكفاح نسوي أثثتها بنات عليسة والكاهنة منذ وجدن.

ننقل لكم ماجاء في مقال المغرب حول هذا المولود الثقافي الجديد:

«نساء بلادي نساء ونصف» وهن حفيدات العظيمة «عليسة» والشامخة «الكاهنة» والخيّرة «عزيزة عثمانة» ...إنهن ملح الأرض ونور العالم. وحتى لا ننسى ذكرى نساء راقصن اللهب وكتبن الملاحم بأحرف من نار...

يأتي الإصدار الجديد بعنوان «مادام في الثورة التونسية نساء...»ليخلد سيّر إسهامات حواء في كتابة تاريخ تونس الخضراء...

«مادام في الثورة التونسية نساء... « هو عنوان إصدار جديد للإعلامي منصف بن مراد عن دار نشر «سمباكت»، يتحدث عن حكاية امرأة تونسية عمرها 3 آلاف سنة ويخلد أسماء نساء رائدات وعظيمات ومناضلات أثرن في تاريخ تونس قبل الاستقلال وبعده... كما يحتفي بنصوص نساء مثقفات وسياسيات وفنانات يتحدثن فيه عن مشاركتهن ورؤيتهن وآمالهن من الثورة التونسية...

حكاية امرأة عمرها 3 آلاف سنة

«إن المرأة التونسية سلسلة قصة عمرها 3 آلاف سنة، حكاية باخرة تونسية شقت عباب البحر دون هوادة وهي ثمرة مسيرة طويلة وأحيانا في منتهى المشقة. وإذ لم تركع الجمهورية في السنوات الأخيرة ليظل الأمل قائما، فالفضل يعود أساسا إلى النضال النسوي الذي لا يقل شأنا عن نضال الرجال، بفضلهن أنقذت الثورة...ولتخليد نضالهن أنجز هذا الكتاب بأقلام حفيدات عليسة في انتظار المعارك المقبلة...»هكذا قدم الكاتب منصف بن مراد دواعي إصدار مؤلفه الجديد الذي حمل عنوان «مادام في الثورة التونسية نساء...»

ويتضمن الكتاب، في جزئيه العربي والفرنسي، شهادات مكتوبة لـ26 امرأة من الوجوه البارزة في المجتمع التونسي. وقد قدمت نخبة النساء المساهمات في كتابة سطور «مادام في الثورة التونسية نساء...» كل حسب موقعها وطبيعة نشاطها قراءة في المسيرة النسوية المناضلة في تونس انطلاقا من الثورة إلى اليوم.

وقد ازدان محتوى الكتاب بـ 76 صفحة بالألوان توثق بالصور نضالات المرأة التونسية وغزوها للشوارع عند الاحتجاجات والمظاهرات والمناسبات الوطنية... وفي هذا السياق، يقول منصف بن مراد :»لقد كنت خلال السنوات القليلة الماضية شاهدا على مقاومة النساء الرائعة في الأنهج وفي الحرم الجامعي، وفي وسائل الإعلام، وفي المحاكم، وفي المجلس التأسيسي، بينما كان بعض الساسة الرجال يقدمون تنازلات أو يرفضون المقاومة.لقد سكنت هذه الصور جزءا من أحلامي حتى أن فكرة أفاقتني من نومي: لم لا كتاب «شهادات وذاكرة» تحية للنساء اللواتي لم يساهمن في تأسيس الجمهورية فقط، وإنما في إنقاذ مبادئها وأسسها، أفلم يكن الحصن والإعصار الخير؟

مراجع الكتابة ومصادر التمويل
لاشك أن الحديث عن نساء خالدات في تاريخ تونس البعيد وعن نساء مشرفات في تاريخ تونس الحديث، يحتاج إلى مراجع علمية وآثار تاريخية...حتى تكون المعطيات صحيحة والمعلومات دقيقة. وفي هذا السياق، صرّح صاحب الكتاب منصف بن مراد لـ»المغرب» قائلا: لقد اعتمدنا مصادر عديدة في التعريف بالنساء الرائدات والمناضلات، وتتمثل هذه المراجع في كتب وبحوث علمية. وإلى جانب الاستناد إلى هذه المصادر العلمية قمنا بإجراء بحوث ميدانية في جمع قائمة أسماء نساء عظيمات أثرن في تاريخ تونس.»

وبخصوص مصادر تمويل هذا الكتاب الفاخر الطبعة والثقيل الحجم، كشف مؤلف الكتاب منصف بن مراد أن كلفة الطبع كانت كبيرة جدا لكثرة الألوان ولأن نوعية الورق كانت من الطراز الرفيع. وأضاف أن نفقات الإصدار كانت من تمويله الخاص بالشراكة مع صاحب شركة النشر «سمباكت».

أي إضافة سيقدمها كتاب «مادام في الثورة التونسية نساء... « إلى الساحة الأدبية والفكرية التونسية؟ عن هذا السؤال أجاب صاحب الأثر بالقول:»أعتقد أن قيمة الكتاب تكمن في تجميع شظايا الذاكرة المشتتّة وتوثيق أسماء نساء عظيمات كن حاضرات بقوّة في كتابة تاريخ تونس ولكن للأسف فإن الكثيرات منهن بقين مجهولات وغير معروفات...ويهدف هذا الإصدار إلى تقديم فكرة ضافية وكافية عن الحركة النسوية في تونس على مرّ التاريخ إلى أجيال الحاضر والمستقبل.»

يوم 15 سبتمبر الجاري سيشهد المسرح البلدي بالعاصمة، على الساعة السادسة مساء، حفل توقيع كتاب «مادام في الثورة التونسية نساء...»الذي من المتوقع أن لا يكون مجرد مناسبة برتوكولية بل انطلاقة نحو توحيد الحركات النسوية لمواصلة النضال على درب المساواة الحقيقية.

النساء المُساهمات في الكتاب

بأقلام النساء وحبر حواء، شاركت 26 امرأة يمتهن النضال الفكري والسياسي والفني...في صياغة صفحات كتاب «مادام في الثورة التونسية نساء...»وقد جاءت النصوص باللغة العربية من إمضاء: ألفة يوسف، بشرى بلحاج حميدة، جمعة الحاجي، بسمة الخلفاوي بلعيد، جمعة جلابي حاجي، يسرى فراوس، ليلى خالد عبيد، لينا بن مهني، مباركة عواينية البراهمي، نائلة السليني، نجوى مخلوف، راضية الجربي، رجاء بن سلامة.

أما الشهادات التي وردت باللسان الفرنسي، فكانت بتوقيع: سنية بن مراد، ليلى تميم بليلي، سلمى بكار، مريم بلقاضي، نورة بورصالي، خديجة الشريف، زينب فرحات، جودة غراب، مية الجريبي، دليلة مصدق، وفاء مرزوقي، سعدية مصباح، ليلى طوبال".